خلال الايام الماضية نتاقلت وسائل الاعلام موضوع دخول شيخ الازهر لأحد المعاهد الدينية وقيامه بطرد احدى البنات بسبب ارتدائها للنقاب وذلك بعد ان قام بخلعه من على وجهها , أثار هذا الخبر ظاهرة مهمة في المجتمع بدأت في الانتشار بصورة واضحة في الشارع المصري , هذه الظاهرة لم تكن موجودة بهذا الشكل من قبل في الشارع المصري ولكنها الان أصبحت بكثافة واضحة , فلن تجد اي عينة عشوائية تختارها من مكان ما الا ووجدت من ضمنهم منتقبات
بصرف النظر عن رأيي الشخصي عن النقاب أو رأي أي شخص اخر , أو حتى رأي شيخ الازهر نفسه في النقاب
وبصرف النظر عن الرأي الديني عن النقاب هل هو فرض أم سنة , فالطريقة التي تعامل بها شيخ الأزهر مع هذه الطالبة لا تليق أبدا برجل دين من المفترض أنه ينتمي الى دين يدعو للتسامح و المودة و الرحمة , و أن هذا الدين بعث نبيه ليتمم مكارم الأخلاق .
كان من المكن لشيخ الأزهر أن يفرض رأيه بالنسبة لموضوع النقاب بطريقة تحفظ هيبة الأزهر و احترامه عند الجميع
وفي نفس الوقت تحافظ على نفسية وشعور هذه الفتاة التي هي لها حق الاعتقاد و التفكير الديني بحرية , كان من الممكن أن يخاطبها بشكل راقي , ليس بشكل مندفع ومتهور ومهين لها أمام زملائها و مدرسيها , وفي نفس الوقت مهين له هو شخصيا كفضيلة الامام الاكبر وشيخ الازهر الشريف .
من المعروف تماما أن للأزهر شخصية مستقلة ونظام مستقل وحتى زي مستقل بالنسبة لمشايخه وطلبته , ومن الواجب فرض هذه الزي على طلبة الأزهر ومشايخه , ولكنهم الان يلبسون مايحلو لهم , فليس من حق شيخ الازهر أن يميز النقاب ويرفضه , و يقبل بلباس البنطلون والقميص في المدارس الازهرية .
يجب عليه أن يوحد زي الطالب الازهري كولد أو بنت كما عرفناه .
ولكن شيخ الأزهر يأبى الا أن يسيء لصورة الأزهر وصورته هو شخصيا في العالم الاسلامي ,
الأزهر على مر العصور مقياس لقوة مصر , اذا كان الأزهر قويا فأنه يقوم الحكومات والحكام والشعب نفسه تقويما جيدا فتعرف أن مصر قوية , أما اذا استكان الأزهر للحكام يعبثون به كيفما يشاؤن يغيرون مناهجه الدراسية كما يحلو لهم ويولون شيوخا غير أهلا للمشيخة يتسترون على الفساد الواضح في البلد فتعرف أن مصر ضعيفة هزيلة .
وللعلم أنا لست أكتب هنا لتشجيع النقاب , أنا عن نفسي لا أحبه ولكني لا أكره من ترتديه , ولكن مقصدي هو سلوك غير ظريف وغير حضاري , كنت أتمنى ألا يصدر من فضيلة الامام الاكبر شيخ الازهر الشريف[center]